|
...
Hespress
Hespress
5 days ago

هل يهدد الممرّ الجديد بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا "طريق الحرير" الصينية؟

هل يهدد الممرّ الجديد بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا

خلال قمة العشرين الأخيرة في نيودلهي تم الإعلان من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن عن ممر جديد يربط منطقة المحيطين الهندي والهادئ بالشرق الأوسط وأوروبا، ما يضع مبادرة الحزام والطريق الصينية (طريق الحرير) محل منافسة وربما تشكيك.

ووقعت الهند والولايات المتحدة والسعودية والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا مذكرة تفاهم لإنشاء الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، بهدف تيسير عملية نقل الطاقات المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب، من أجل تعزيز أمن الطاقة وتطوير الطاقة النظيفة.

وفي قراءة للوضع الجيوسياسي في منطقة بين المحيطين الهادئ والهندي، ومسار العلاقات بين هاته الدول، يوحي بأن هناك رؤية إستراتيجية أمريكية متماشية مع التحولات الأخيرة. وفي هذه التحولات حسب خالد شيات، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة، “كان الهدف من الحرب الروسية الأوكرانية أن تكون حفرة من الحفر التي تسقط فيها القوات الروسية، وتؤدي إلى اختلال على مستوى البنية السياسة والعسكرية الروسية الداخلية”.

وأضاف شيات، لهسبريس، أنه “ضمن الإستراتيجيات الأمريكية في هذه الحرب أن تكون الصين هدفا أساسيا، لكن ليس على المستوى العسكري؛ فرغم أن تايوان منطقة قريبة من الصين، وهي دولة صغيرة وليست لها القدرات الجغرافية نفسها لأوكرانيا، لكن بيكين لم تدخل في حرب معها”.

وأوضح أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية أن “الإستراتيجية الأمريكية للصين اليوم هي أن تُجَرَّ شيئا فشيئا عن روسيا، من الناحية العسكرية والاقتصادية، وأن يتم سحب كل الامتيازات الاقتصادية والتجارية على المستوى العالمي، عبر ضرب خطوط الإمدادات، لاسيما خط الحرير الجديد كما يوصف”.

وقال المصدر ذاته لهسبريس: “طبعا هناك عداء تاريخي وإستراتيجي بين الصين والهند، لكن لن تكون هناك دولة أحسن من الهند لكي تقوم بوضع إستراتيجية معادية على المستوى الواقعي ضد الصين على المستوى التجاري، خصوصا أنها تجاوزتها من ناحية عدد السكان، كما أنها متواجدة على مستوى خط تجاري كبير وأسهل، بالإضافة إلى قربها البحري من منطقة الشرق الأوسط وبقية العالم”.

وفي قمة العشرين الأخيرة شهدنا غيابا لرئيس الصين، شي جين بينغ، ورئيس روسيا، بوتين، وفي المقابل كان هناك احتفاء كبير برئيس الوزراء الهندي، ما برره أستاذ العلاقات الدولية بأنه “سيكون الآلية الأساسية لضرب الخطة الاقتصادية الصينية أو تلجيمها، وعدم وضعها في مستوى متقدم، حتى لا تسير إلى مستوى التحكم في الاقتصاد العالمي”.

واعتبر خالد شيات أن “هذه الخطة ستكون ناجحة، خصوصا مع إقحام دول جنوب شرق آسيا، ولاسيما على المستوى العسكري، حيث قامت الولايات المتحدة سابقا بوضع خطط على المستوى العسكري في أستراليا وفي مناطق التحالف، لحصار الصين في هذا المجال”، وزاد: “في المقابل، تتفاعل الصين وتسعى إلى تغيير خططها على المستوى التجاري، من أجل وضع خطط موازية على المستوى العسكري، وتدخل دبلوماسي أكبر على المستوى العالمي، خاصة لإيجاد حلول للمشاكل الدولية. وهذه التحولات التي نشهدها في عالمنا الحالي ستخلق لنا في المستقبل عالما مليئا بالحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، عن طريق حلفاء جدد وعن طريق إيجاد وسائل جديدة للاقتصاد الصيني في منطقة جنوب شرق آسيا”.

ووصف المتحدث ذاته الوضع الحالي بـ”حرب باردة جديدة بتخندقات واضحة وصارمة على المستوى الدولي”، مردفا بأنها “مناسبة لبعض الدول لتجد فرصة للتناوب بين الولايات المتحدة والصين، في ما يمكن أن نسميه إيجاد التوازن على المستوى العالمي”.

وخلص المصرح لهسبريس إلى أن “الكرة اليوم في ملعب الصين، وقريبة من مجالها، فيما يمكن القول إن هناك تبعات على المستوى الإستراتيجي بين الصين والهند، وقد تصل إلى مناوشات، وكلها قد تكون آليات من آليات الغرب لكبح جماح الصين في عالم الغد”.

The post هل يهدد الممرّ الجديد بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا "طريق الحرير" الصينية؟ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.