|
...
Hespress
Hespress
3 weeks ago

الولايات المتحدة الأمريكية تعيد حفريات ديناصورات مهربة إلى الحكومة المغربية

الولايات المتحدة الأمريكية تعيد حفريات ديناصورات مهربة إلى الحكومة المغربية

أشرف كل من محمد مهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، وبونيت تالوار، السفير الأمريكي بالمغرب، مساء اليوم الخميس بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، على تسليم واشنطن لثلاث حفريات قديمة إلى الحكومة المغربية، التي صادرتها السلطات الأمريكية بعد تهريبها من المملكة، على هامش “المؤتمر المغربي الأمريكي حول مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية” المنظم في الفترة ما بين 3 و5 أكتوبر الجاري والذي عرف عقد ورشات عمل جمعت خبراء كلا البلدين والسلطات المكلفة بإنفاذ القانون فيهما حول مكافحة جرائم الممتلكات الثقافية.

وتشكل هذه الشراكة الثقافية بين الرباط وواشنطن امتدادا لمذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين حول الحفاظ على الممتلكات الثقافية المغربية وحمايتها من الاتجار غير المشروع الموقعة في يناير من العام 2021، والتي تروم وضع ضوابط إجرائية للتصدي لتهريب الآثار من المغرب إلى الولايات المتحدة، وتكثيف التعاون وتبادل الخبرات والتجارب بين البلدين.

محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، أورد: “منذ أكثر من عام، أعاد إلينا شركاؤنا الأمريكيون قطعة أثرية قيمة للغاية وهي جمجمة عمرها ملايين عديدة من السنوات. واليوم، يقدم لنا أصدقاؤنا في واشنطن ثلاثة عناصر ثمينة أخرى من التراث الحفري المغربي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 250 مليون سنة”، لافتا إلى أن “هذه العملية تندرج في إطار مذكرة التفاهم الطموحة الموقعة بين الرباط وواشنطن، والتي تهم مكافحة الاتجار غير المشروع بقطع التراث وإعادة الممتلكات الثقافية المكتسبة بطريقة غير مشروعة”.

وأشار وزير الشباب والثقافة والتواصل إلى “وجود وعي كبير في العالم، وخاصة في المغرب، بشأن هذا النوع من الجريمة التي تنهب القطع الأثرية وتحرم الجمهور من حرية التعرف عليها”، مذكرا في الوقت ذاته بخطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء الذي أكد من خلاله على الأهمية التي يمثلها التراث الثقافي بالنسبة للأمة.

وأكد المسؤول الحكومي عينه أن “وزارته تعمل، بناء على التوجيهات الملكية، على وضع التراث الثقافي، خاصة الحفري الذي يمثل ذاكرة تاريخ الحياة على كوكب الأرض، في صلب عملها”، مسجلا أن “المملكة شرعت، منذ سنوات، في تفعيل سياسة نشيطة لاسترداد ممتلكاتها المنهوبة والمسروقة. كما اتخذت مجموعة من التدابير لحماية وتعزيز تراثها الثقافي”.

ولفت بنسعيد إلى أن “الوزارة بادرت إلى التواصل مع السلطات الإقليمية المختصة في المناطق الذي ضربها الزلزال الأخير والتي تزخر بعدد من المآثر وقطع التراث؛ ذلك أن الكوارث الطبيعية تعد فرصة لنهبها”، مسجلا أن “التعاون والشراكات الثقافية على هذا المستوى أمر ضروري. كما أنه من المقرر أن تعقد ورشة ثانية مماثلة لهذه الورشة المغربية الأمريكية في العام المقبل، إذ نود كذلك أن نفتح أمام البلدان المجاورة الباب لتقاسم تجربة التعاون الناجحة بين المغرب والولايات المتحدة وإفادة القارة الإفريقية بأكملها على هذا المستوى”.

وشدد على أن “التعاون مع الشركاء الأمريكيين في المجال الثقافي يصب في اتجاه تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين منذ 1777، حين كان المغرب أول بلد يعترف باستقرار الولايات المتحدة الأمريكية”.

من جهته قال بونيت تالوار، سفير واشنطن بالرباط، إن “المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وقعا، في العام 2021، اتفاقا ثنائيا لحماية الممتلكات الثقافية والحفاظ عليها. وبفضل هذا الاتفاق، اجتمع زملاؤنا في مجال إنفاذ القانون لتبادل الخبرات مع بعضهم البعض وتحديد فرص جديدة للتعاون في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات والمقدرات الثقافية”.

وأضاف الدبلوماسي الأمريكي أن “الحفاظ على التراث الثقافي أمر ضروري للشعوب وللشعور بالهوية الوطنية والتاريخ؛ لكن الأمر لا يتعلق بالماضي فقط لأن التراث الثقافي في المغرب يعد عنصرا أساسيا في اقتصاد البلاد”، مشيرا إلى أنه “في كل عام يأتي مئات الآلاف من الأشخاص إلى المملكة للاستمتاع بهندسته المعمارية وتراثه وفنه وثقافته الاستثنائية؛ لكن لسوء الحظ هنالك من يسعى إلى الاستفادة بشكل غير قانوني من هذه الموارد الثقافية للمغرب”.

في هذا الصدد، لفت السفير الأمريكي بالمغرب إلى أن “القوانين الفعالة وإنفاذ القانون يعد ضرورة حتمية لحماية الكنوز الثقافية من المهربين واللصوص”، مسجلا أن بلاده “تعاونت مع المغرب، من خلال صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي؛ وذلك باستثمار أكثر من مليون دولار في أكثر من 11 مشروعا للحفاظ على التراث الثقافي للمغرب”.

وسجل أن “الزلزال الذي ضرب المغرب، خلف، بالإضافة إلى الخسائر البشرية، دمارا أثر على التراث الثقافي للمنطقة”، مضيفا: “أعلم أن جلالة الملك يولي أهمية كبرى للحفاظ على التراث الثقافي المغربي. وقد سعدت بتوجيه الملك للحكومة من أجل الحفاظ على التقاليد الفريدة لهذه المنطقة في جهود إعادة الإعمار، وأنا واثق بأن المغرب سيخرج قويا من هذه المأساة”.

وأضاف أن “المغرب هو أقدم صديق للولايات المتحدة الأمريكية”، مسجلا أن بلاده تقف إلى جانب المغرب في هذا الوقت العصيب؛ لأن “هذا هو معنى الصداقة الحقيقية. وكرمز لصداقتنا يسعدني أن أتمكن من إعادة ثلاث حفريات لديناصورات إلى الحكومة المغربية، إذ تشمل جمجمة لديناصور موزاسوريس وفك ديناصور بازيلوسوريس وفقرة لحوت، تمت مصادرتها جميعا من لدن السلطات الأمريكية”.

The post الولايات المتحدة الأمريكية تعيد حفريات ديناصورات مهربة إلى الحكومة المغربية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.