سلسلة رمضان غيّرني

21 Post in this collection From رمضان غيّرني

الإعتكاف .


سُنّة نبوية ثابتة لم يتركها نبيّنا ﷺ منذ وصل المدينة وفُرض عليه صيام رمضان ، ولذا تعجّب العالمُ ابنُ سيرين - رحمه الله - من ترْك النّاس له .
الإعتكاف هو : ( عكوف القلب على الله ، وانقطاعه إليه ، والتجرّد من علائق الدنيا ) ولذا من عزم عليه ، فليجعله هكذا ، ويقصد منه صلاح قلبِه .
عشرة أيام وليال كان نبينا ﷺ يعتكفها طلباً لليلة القدر ، ورغبة في الخلوة لربه ، فليكن هذا هو المقصود ، وليكن اعتكافاً هدياً نبوياً ليتحقق المقصود .
اللهم وفقنا لما يُرضيك عنّا وجعلنا من صوّام رمضان وأهل القيام فيه كما تحبه وترضاه .
واجعلنا ووالدينا وأزواجنا وأولادنا والمسلمين أجمعين من عتقائك من النار .


كتبه /
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
١٤٤١/٨/٢٦

ليلة القدر .


ليلةُ القدر وما أدراك مالية القدر !؟

ليلةُ تفضّل بها الله على هذه الأمّة ، وعوّضهم بها عن قِصر أعمارهم ، فجعل العبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ثلاث وثمانين سنة بليلها ونهارها وساعاته ، فأي فضل كهذا ، وأي عطاء كهذا العطاء !
ولعظمة هذه الليلة كان يعتكف نبينا ﷺ طلباً لإدراك فضلها .
ومن رحمة الله أنّ من قامها مع إمامه حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة كاملة ، وهذا شأنُ أقلّ النّاس حِرصاً .
أمّا من عظّم شعائر الله ، فله شأنٌ مع هذه الليلة ، فهو لا يضيّع منها لحظة ويُسابق كل دقيقة فيها ليملأها بكل بطاعة ( فالعبادة فيها تعدل عبادة ثلاث وثمانين عاماً )
فهل أدركنا هذا الفضل على حقيقته .

العشر الأواخر .


العشر الأواخر واسطة عِقد الشهر ، وأشرف أيامه ولياليه ،
كان نبينا ﷺ يحتفي بها احتفاءً عظيماً ، ويجتهد فيها اجتهاداً كبيراً .
ومن رحمة الله أن جعل آخر الشهر أفضل من أوله ووسطه ، لتستدرك النفوس مافاتنا ، وليلحق من سُبق ، وليُدرك من فاته الخير .
لا نحرم أنفسنا خيرات شهرنا ، وقد قارب على الرحيل ، فوالله ليوشك أن ينتهي ، فالجدّ الجدِّ لنفوز الفوز العظيم .

رمضان وساعات السَحَر .


في زماننا هذا صار السهر في رمضان السمة البارزة لأهله .
فلذا كان من تمام النصح للنفس اقتطاع جزء من هذا الوقت للمناجاة والدعاء والإستغفار .
لا تفرّط في هذا الوقت ، فهو وقت عزيز نفيس شريف .
الدعاء فيه أرجى للإجابة .
والإستغفار فيه أقرب للقبول .
كم دعوات كان لهذا الوقت موعداً للإجابة .
وكم من رحمات نزلت وفاضت على الصادقين المنيبين المستغفرين .
فاجتهد في اغتنامه ، وأمّل خيراً من ربٍّ رحيم .

كيف لو كان آخر رمضان ؟


لو قُذف في روع أحدنا أنّ هذا آخر رمضان يعيشه ( أطال الله في أعمارنا على طاعته )
بالله عليكم كيف سنعيشه ؟
كيف سيكون استغلالنا له ؟
كيف سيكون حرصاً على كلِّ لحظة منه ؟
كيف سيكون تخلصنا من الذنوب ؟
كيف ستكون صلاتنا وتلاوتنا وصدقتنا وسائر طاعاتنا ؟

إخوتي /
أعرف وتعرفون أناساً صاموا معنا العام الماضي ، واليوم هم تحت أطباق الثرى قد حُرموا إداركه هذا العام .
وأعرف وتعرفون أناساً كان أصحاء واليوم هم رهناء الفرش البيضاء مرضى .
فهل معنا ضماناً لطول العمر والسلامة من الأمراض !؟
اكتب لوحة أمام ناظريك مكتوباً عليها :

( كيف لو كان هذا آخر رمضان أعيشه ؟ )

الدعاء في رمضان .


الدعاء أكرم شيء على الله ، ولن يشقى مع الدعاء أحد .
وأعجز النّاس من عجز عن الدعاء ، وأكثر الخلق خسارة من فوّت على نفسه هذا الخير ، وأغلق بنفسه هذا الباب .
اجتهد أن تكون كثير الدعاء ، كثير القرع لباب السماء ، فربك - سبحانه - يُحبُّ الملّحين في الدعاء ، وهذا من تمام كرمه .
تخيّر جوامع الدعاء ، ومعالي المطالب .
وتحيّن أوقات الإجابة ( قبيل الإفطار ووقت السَحَر وحال السجود في كلِّ صلاة )
ادع الله وأنت موقنٌ في الإجابة ، ولا تستعظم طلباً أن تدعو به ، فإنّما تسأل ربّاً كريماً ، والهاً وسّع الفضل والعطاء .
ادع لنفسك وأهلك وللمؤمنين أجمعين .

رمضان والدعوة .

( الدعوة إلى أرفع مقامات العبد ) كما قال ابن القيم .
وهي من السبل العظيمة لكسب الحسنات الكثيرة ، وثقل الميزان يوم تُوضع الموازين ، فعمر المرء قصير جداً ، ولكنّ بالدلالة على الخير تزيد حسنات المرء .
ورمضان فرصة للدعوة ، فالنفوس مُقبلة ، والقلوب منشرحة .
ومن أيسر وسائل الدعوة في عصرنا ( التقنية الحديثة بأنواع التواصل المتعددة ) فاغتنمها أحسن اغتنام ، وانشر الخير فيها .
فكم من رسالة كانت سبباً في التزام طاعة .
وكم من مقطع أو تصميم كان سبباً في توبة .
وكم آية أو حديث أو قصة كان سبباً في هداية إنسان .
فاستعن بالله ولا تعجز .

رمضان والتغيّر للأفضل

رمضان يا إخوتاه فرصة للتغيّر للأفضل والأحسن ، وإصلاح كل خلل ، وتقوية كلِّ ضعف إيماني فينا .
فهو شهر تصفو فيه النفوس ، وتُقبل على الطاعات ، وتعيش فيه الأجواء الإيمانية .
كم من مسرف على نفسه بالمعاصي كانت توبته في رمضان ، وهو يرى جموع العابدين ، فعاد باللوم على نفسه ، وأدرك حاله قبل موته .
وكم مِنْ إنسان كانت بداية جديّته في الطاعات في رمضان .
وكم من مفرّط في صلاته كان رمضان بداية محافظته عليها .
فلنجعل رمضان هذا العام فرصة للتغيير لكل خير ، وأن نكون عباد الله صدقاً ، وأولياءه حقاً .

? إيماني في رمضان .

رمضان شهر اللذة الإيمانية التي وجدها الصالحون الصادقون في عبادة ربهم .
وأعظم طريق لإدراك هذه اللذة هو :
( الإكثار من الطاعات ، والبعد عن المحرمات ، والتخفيف من المخالطات ، وجعل وقتاً للخلوة بالله للدعاء والمناجاة )
أربعة أسباب بإذن الله تجد معهم حلاوة الطاعة ، ويتجدّد إيمانك كلّ ساعة .
رمضان فرصة لتحقيق أعظم مطلوب ، وأغلى مرغوب وهو ( زيادة الإيمان ) فاجتهد في تحقيقه .

#إيماني في #رمضان

? بيوتنا في رمضان .

مع رمضان واجتماعنا مع أهلينا نحن في نعمة جليلة تحتاج منّا لشكرٍ عظيم .
وحريٌ بنا أن نتعاون مع أهلينا في اغتنامه .
الزوج مع زوجته .
الأب والأمّ مع أولادهم .
الإخوة مع والديهم ومع إخوانهم .
التعاون والتواصي هو : سبيل الخير في بيوتنا .
نتنافس على الختمات ، نتنافس على فعل الطاعات ، نحتسب في كلِّ مباح نعيشه في هذا الشهر معهم .
نتذكر وصية نبينا ﷺ : " خيركم خيركم لأهله "
وأعظم خير نقدّمه لأهلينا أن نُعينهم على الطاعة في هذا الشهر المبارك .

#بيوتنا في #رمضان

? رمضان ووسائل التواصل .


أكبر مضيّعٌ لرمضان - في الغالب - هو :
( وسائل التواصل لغير المقنن لها )
فتجده يمضي الساعات عليها ، فإذا سألته بعد جولته معها بماذا خرجت ؟ ضرب بكفيه وقال لك : لا شيء ؛ أو بشيء يسير لا يساوي ضياع هذا الوقت .
رمضان شهر عزيزٌ شريفٌ كريمٌ ، وهو أكرم من أن نضيّعه على هذه التفاهات .
جرّب يوماً أن لا تنشغل بوسائل التواصل إلا للضرورة ، وانظر بعد ساعات كم أنجزت من قراءة للقرآن ، وصلاة نافلة ونحوها .
فكن جادّاً في التعامل معها ، وإلا فأيقن بخسارة الوقت ، وخروج رمضان وأنت تنظر إليه بعين الحسرة والندامة .


#رمضان و #وسائل_التواصل

? حفظ صيامك .


الناصح لنفسه ، والموقن بلقاء ربه ، يحرص على حفظ عباداته وصيامه من الضياع ، ولا يخسر تعب طاعاته بالمحرمات .
فكما يطمع المؤمن في مضاعفة حسناته ، فهو كذلك يخشى من ضياعها وخسراتها .
يحفظُ سمعه ، وبصره ، ولسانه ، وسائر جوارحه لأنّ الذنوبُ جراحات ( وربّ جرحاً أصاب مقتل ) لا شك أنّ الضعف لازمٌ لنا ، ولكن علينا أن نتخلّص من عُقدة الإصرار ، وأن نُعوّد ألسنتنا على الإستغفار ، وقلوبنا على تجديد التوبة .
فاحفظ صيامك تُحفظ حسناتك ، وتنتفع بصيانة صومك .

#رمضان

? رمضان والجديّة .

لن تفز بخيرات الشهر وفضائله إلا إذا كنتَ جاداً فيه .
تحفظ وقتك ، وتعتني بقدر شهرك .
فكن جاداً مع نفسك في القيام بالعبادات .
اقرأ عن الجادّين في رمضان بخاصة ، وفي حياتهم كلها بعامّة .
فالجادّون المجاهدون أنفسهم في ذات الله هم من برز في الأمّة ، واغتنموا حياتهم عامّة ، ومواسم الخيرات خاصّة .
رمضان أياماً معدودات ، فاجعل هذا القِصر لأيامه سبيلاً لاغتنامه كله .
ربما تجد صعوبة في أوّل أمرك في الجدية لكن سرعان ما تتغير أمورك بشرط الصدق وكثرة الدعاء .
فجدّ واجتهد لتفز بخيرات وفضائل رمضان .

#رمضان #الجديّة

? الجود في رمضان .

" كان رسول الله ﷺ أجود النّاس ، وكان أجود ما يكون في رمضان " فلنا فيه أسوة حسنة .
فأطلق يدك في الإنفاق ، وتاجر مع الرحمن .
النفقة تنافِس بقية الطاعات ، وثوابها وأثرها عظيم على المنفِق والمنفَق عليه ، ولذا جاءت الآثار ببيان ثوابها .
كم من الآيات في فضلها ، وكم من الأحاديث في عظيم أجرها ، يجود مع يوقن بالخلف من الله .
وفي رمضان يتضاعف الثواب للمنفقين لأنّهم يسارعون ويسابقون إليه فهو زمن مضاعفة الحسنات .
فهنيئاً لمن أشبع كبداً جائعة ، وسد حاجة محتاج ، وأدخل السرور على قلب يتيم وأرملة ، وجعلهم يسعدون في رمضان .

#الجود #رمضان

? التروايح في رمضان .

تفضّل اللهُ علينا بزيادة نافلة للصلاة ، وهذه النوافل متعددة أفضلها : صلاة الليل .
وزادت فضيلتها في رمضان " فمن قام رمضان إيماناً واحتساباً ، غُفر له ما تقدّم من ذنبه " هكذا بشرنا نبينا ﷺ .
واحرص على قيام كلِّ ليلة مع إمامك " فمن قام مع إمامه حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة كاملة " وهي بُشرى أُخرى - أيضاً - من نبيّنا ﷺ صلي التراويح بقلب حاضر ، وأذنٌ واعية لكلام الله حتى تنتفع بالآيات .
وإذا صليت في بيتك فأطل سجودك وقراءتك ، مدّ فيها ، وتلذذ معها ، وآنس النفس بها ، فقد كانت الصلاة قُرة عين نبيك ﷺ .

#التروايح #رمضان

? القرآن في رمضان .

رمضان شهر القرآن ، والقرآن شهر رمضان .
من كان منّا مقصّراً مع القرآن في رمضان ، فليراجع نفسه كثيراً كثيراً .
كان سلفنا الصالح يتركون العلم ومجالسه ليتفرغوا للقرآن ، مقتفين في هذا هدي نبيهم ﷺ ، فماذا عسى أن يقول من شغلته التفاهات عن القرآن العظيم !

أيّها المسلم /
اعتني بالقرآن عناية خاصة جداً في رمضان .
اصرف له جُلّ وقتك ، وأنفس ساعات شهرك .
اختمه مراراً وتكراراً لا تملّ من هذا أبداً ، وكلما ختمت فافرح ، وابدأ ختمة أخرى ، فهذا هو الهدي النافع للمؤمنين .
حسنات القرآن مضاعفة ، وأجور قارئه لا حدّ لها .

#القرآن #رمضان

? اتّبِاع هدي النبي ﷺ في #رمضان .

خيرُ الهدي في كلِّ عبادة هدي محمد ﷺ ، فإذا اقتفى العابد فيه أثر نبيه ﷺ فاز بأضعاف أجور من جهل هديه ، وإن كان أكثر منه عملاً .
ومن هديه في رمضان :
الإجتهاد في العبادات خصوصاً ( الصلاة وتلاوة القرآن والصدقة ) ومن هديه فيه :
تعجيل الإفطار والحرص على السحور وتأخيره .
ومن هدي فيه :
الإعتكاف في العشر الأواخر منه .
فجديرٌ بالمؤمن اتّباع هذا الهدي في رمضان ، ليكون أكمل المؤمنين عبادةً فيه .

? هل عرفتَ منزلة رمضان ؟

لن يقدر رمضان حق قدره إلا من عرف منزلته حق المعرفة ، ورمضان شهرٌ عظيمٌ عظّمه الله في كتابه ، وعظّمه نبيه ﷺ في سنّته .
ففيه : فريضة الصيام ( الركن الرابع من أركان الإسلام ) وفيه : نزل القرآن الذي أضاء الله ُ به الدنيا وقلوبَ المؤمنين .
وكان إذا دخل عظّمه نبينا ﷺ تعظيماً عظيماً ، وجعل فيه من العبادات ما لا يجعلها في غيره ، كمضاعفة الجهد في تلاوة القرآن والصدقة وغيرها ، وكان يعتكف فيه كل عام .
وهو شهر المغفرة وتنزّل الرحمات .
وهو شهر العتق من النيران ، فلله كلّ ليلة من عتقاء من النّار ...وغير ذلك من دلائل عظمته .
فجديرٌ بالمؤمن أن يعرف قدره لينتفع به ، ويدرك فضائله .

? رمضان وخطورة التفريط

شهر رمضان رحمة من رحمات الباري - جلّ وعزّ - حقُه أن يُقدّر ويُجَلّ ، ويُعظّم كما عظّمه الله تعالى .
فإذا ما فرّط فيه مفرِّط ، ولم يقدره حق قدره من بلغه استحق عندها العذاب والعقوبة .
صعد النبي ﷺ يوماً منبره ، فقال " آمين آمين آمين " فسأله صحابتُه على ما أمّنت يارسول الله ، فقال :
" رجلٌ أدرك رمضان ، فلم يُغفر له ، أبعده اللهُ في النّار "
فنبينا ﷺ يُؤمّن على دعاء جبريل بالبُعد والحرمان لمن لم ينتفع من رمضان ، فأي خطورة أكبر من ذلك !؟ شهر مليء بالرحمات من أوّل ليلة فيه .
أحاطت به البركات في كلِّ ساعاته ، وهُيئت فيه فرص المغفرة في يومه وليله ، وتُستجاب الدعوات فيه ..
ومع كلِّ هذه إلا أنّ عدداً ممّن أدركه يفرِّط فيه ، وتجدُه لا يسارع لطاعة ، ولا يُقلع عن معصية ، فمثل هذا يُعرّض نفسه للعقوبة ، والحرمان من خيرات الشهر .

? أهدافك في رمضان .

اجعل لك أهدافاً تريد تحقيقها في رمضان ، ووصيتي لنفسي ولك ، أن نركّز على الأمور الإيمانية .
ويجمعها ( العمل على زيادة الإيمان وصلاح القلب ) وله أسباباً :
الزيادة من الطاعات فهي السبيل الأعظم لزيادة الإيمان ..
زِدْ في صلاة النافلة .
زِدْ في تلاوة القرآن .
زِدْ في ذكر الله .
تفرّغ للدعاء ومناجاة الرحمن ( خصوصاً قبل الإفطار ، ووقت السَحَر ) تخفّف وتخلّص من الذنوب .
أرِ الله منك الصدق ، وجديّة الإنابة ، وأبشر بالخير .