Warning (2) : Trying to access array offset on value of type bool [in /home/appsemql/geetmark.com/templates/Home/post.php, line 49]

في داخل كل منا طبقة صلدة قاتمة ، مكونة من تراكمات الأفكار القلقة للعقل البشري، وانانيته، ومن تشوهاته الأخلاقية، لذلك دائماً ما يستخدم المتنورون والروحانيون جملة (لتحيا حياتك الحقيقية يجب عليك أن تموت قبل الموت)
فما هو المقصود بهذا الموت ؟
المقصود هو أن تموت فيك الأنا التي رسخها المجتمع، وأن يموت فيك العقل الاستبدادي الموروث ومنذ الاف السنين ، لتولد من جديد، عليك اولاً ان تتحلى بالشجاعة لكسر هذه الطبقة الصلدة والتي تقف حائلاً بينك وبين النور، وبينك وبين الحقيقة ولتنثر أوهامك مع الريح.
مع أول ومضة نور ستشعر بالألم هذا هو ألم الإنسلاخ ألم دفاع الأنا الزائفة عن نفسها ..هذا ألم المخاض الذي سينقلنا من الموت الى الحياة او الى جنتنا الخالدة، نعم من هنا تبدأ رحلة الوصول للمعنى الوجودي والوصول للمعنى الإلهي بداخلك ومن هنا تبدأ رحلة الخلود.
حين تملك الإرادة والشجاعة والصبر لإختراق وكسر تلك البرمجة ستتفاجئ بأن الله هو الذي يبحث عنك ولست أنت الذي تبحث عنه..
فرض المجتمع برمجته بواسطة سياسة التخويف والترهيب ليتمكن من إستلاب فكر وحرية وروحانية الافراد وبالتالي إستلاب غاية وجودهم، ولم تجد تلك السلطات وسيلة أفضل من التدين المُزيّف يستطيع القيام بالمهمة على أكمل وأتم ما يكون . وكل ذلك بأسم المقدس.
فلا يوجد شيء في الكون قادر على تخويف الناس مثل المقدس، هكذا تبرمج الناس، ففي حين كان من المفروض أن يكون المقدس ووفقاً لمعطيات الخلق الكوني غاية في الجمال والرأفة والحكمة والرحمة وكذلك ووفقاً لمعطيات مسيرة النمو و التكامل الكوني، المفروض أن تكون الأديان ساعية بجوهرها لخلاص الإنسان من معاناته، وان يكون الدين دافع لنمو وتطور الإنسان وإرتقائه ولتنمية طاقاته وقدراته، لا أن يسعى الى هدر طاقاته ويعرقل تطوره ويصيبه بالشلل والنكوص . فمن اختار منهج التخويف لم يختره إعتباطاً إنما اِختاره عن دراية وخبث، لأنه يعلم ويفهم إن الخوف هو العامل الحاسم في مسخ بنية الإنسان الفكرية والسيكولوجية، وبالتالي التحكم به والسيطرة عليه بكل مرونة ويسر، ومن هنا سنرى إن الإنسان المُبرمج يتصف بصفات عديدة وإضطرابات نفسية يكون جذرها الرئيسي هو الخوف، فالإنسان المبرمج نستطيع تمييزه بالعلامات والصفات التالية :
* - تقديس الاشخاص والافكار.
* - خاضع نفسيا وفكريا لسلطات المجتمع ( سياسة - دين - اعلام - موروثات - عادات - تقاليد ).
* - غالبا ما تتسم ردود أفعاله بالغضب والتعصب الأعمى تجاه الأخر المختلف.
* - يرى ثقافته وثقافة مجتمعه هي الثقافة الحقيقية والثقافات الأخرى كلها باطلة ويجب أن تُحارب. ولايرى عيوب ثقافته ومجتمعه أو أن يكون قادراً على تشخيص حقيقي لتلك الأمراض، والأُمم التي لاتملك المقدرة على تشخيص أمراضها لايمكن لها بالطبع أن تعرف وان تجد الدواء المناسب للخلاص، ومن هنا سنفهم سر المجتمعات الميتة سريرياً ، وسنفهم السر الذي جعلها أُمم عقيمة تراوح في مكانها غير قادرة على التطور والنمو والإبداع.
أخطر ما يمكن أن يصيب الإنسان هو الإستلاب الفكري والتبعية، فهي تقتل عنده روح الإبداع والإيجابية، وتصنع منه إما آلة قتل أو حجر عثرة لنفسه وللأخرين.