1 week ago •
عندما لا تجد للحياة أي معنى أو غاية أو هدف، وأنت ككائنٍ باحثٍ عن المعنى في كل شيء، تشعر أن الحياة تكتم بعبثيتها على صدرك، لا تطيق عدميتها فتتمرد عليها بخلق معنى تعيش لأجله، غير مكتفٍ بذلك بل فارضٍ بما اختلقته عليها، معتقدٍ أنك وُجِدتَ لأجل تحقيقها، والبعض يصل به الحال ليفرضها على الآخرين، ورغم ذلك فإن كل هذه العبثية خَلقتْ فيك إبداعاً لتبتكر، لتخلق الجمال والروعة، لتصير إلهاً بشرياً بحدودك، اتجهت للأساطير والروحانيات والخيال والفن والأدب والفلسفة والعِلم، ولأنك تمتلئ كل يوم بل وكل لحظة بمئات الأطنان من الأفكار التي تضخ فيك الآلام والمخاوف والشكوك والحيرة والمزيد من العبث المجنون، احتجتَ لتفريغها، لتصفيتها لتُنَظِمَ الفوضى الحتمية التي تعتري صفو ذاتك الداخلية، أو خوائها، وما تلك الأمور التي أوجدْتها إلا وسائل لتفرغ وتنظم، وأغلبها على شكل شِكاية، أنت تشتكي طوال الوقت وتعبِّر عن شكواك بطرقٍ مختلفة، بالصلاة تارة وبالفن تارةً أخرى، فالغناء والموسيقى والرقص والرسم والنحت والعبادات وسائل للتفريغ، وهي صلاة، صلاة مع ذاتك وصلاة مع الطبيعة والكون، وكأنك تشتكي بطريقةٍ راقية معبِّراً عن غُصَصِك وآهاتك الوجودية والنفسية والحياتية والتي تتناسب ووعيك البريء، البريء قِبالة هذا الغموض المتوحش، منك جاءت وإليك تعود!
Related content
ليس لدي شعور بالذنب بشأن الكتب التي لم أقرأها، فأنا أعرف بأن كُتبي لديها صبر، وسوف ...
2 weeks ago
قطار العمر يقترب من المحطة الأخيرة : هذه مقالة رائعة للأستاذ منير توفيق عبارة عن م�...
2 weeks ago
اشتهرت إمرأة غنية بالبخل الشديد. وعند موتها وجدت نفسها أمام الشيطان فألقاها في الن...
2 weeks ago
مهما أكثرت على ابنك من النصائح فلن يأخذ إلا القليل من قولك والكثير من فعلك ..
3 weeks ago
ما نحمله في رؤوسنا هو أشد أحمالنا ثقلاً
3 weeks ago