Warning (2) : Trying to access array offset on value of type bool [in /home/appsemql/geetmark.com/templates/Home/post.php, line 49]

* عن إلحاد الراحل محمود الجندي

الفنان الراحل محمود الجندي مرّ بتجربة إيمانية من الإلحاد إلى التدين، في الحقيقة حدثها المحوري اللي أدى لهذا التحول -الحبكة بلغة الفن يعني- موضع تأمل وتفكر.

البداية كما رواها الجندي في برنامج "واحد من الناس" مع الإعلامي عمرو الليثي هي عندما أصابه الغرور نتيجة تنقله من نجاح لنجاح، خلال الفترة دي اتجه للتفكير العلمي المادي وحاول يربط كل الحقائق بالعلم لأنه كان بيلاقي الملحدين أكثر اتساقًا مع العصر الحالي في الوقت اللي كان فيه الخطاب الديني الشائع مش مقنع من وجهة نظره، في الفترة دي ألحد الجندي وآمن بعدم وجود إله، في وقت كان الإلحاد فيه "موضة" على حد تعبيرة.

إلى أن حدثت الحبكة الدرامية في حياة الفنان الراحل وهي بالتتابع نشوب حريق هائل في منزله أدى لوفاة زوجته ثم وفاة صديق عمره الفنان مصطفى متولي.

كل الناس باختلاف توجهاتها الفكرية، سواء كانت إلحادية أو إيمانية، اجتمعت على شيء مهم، وهو الإيمان بقوة مطلقة.

فيه اللي بيشوف القوة دي في المجتمع أحادي الطبقات مطلق القدرات، وفيه اللي بيشوف القوة دي في العلم والتكنولوجيا وقدرتهم على حل المشاكل ومعالجة نقص الإنسان، فيه اللي بيشوف القوة دي في نفسه، وفيه اللي بيشوف القوة دي في إله حكيم عادل.

الإنسان مُدرك إنه لوحده ضعيف، محتاج، مفقتر دايمًا لقوة يسند عليها.. الفنان الراحل كان مستند على قوة العلم التجريبي المادي وتفسيراته للكون، لحد ما حصلت الأحداث المذكورة، شعر بألم وضعف شديد وأدرك ضعف القوة اللي بيسند عليها وعجزها على حل كل مشاكله، العلم ماقدرش يحمي بيته من الحريق، ولا زوجته وصديقه من الموت، مالقاش عند العلم بشارة صبر ولا وعد بلقاء تاني مع الأحبة، لاحظ إن العلم بلا أبدية ولا خلود، مؤقت ومتغير، عندها قرر يبحث عن القوة التي لا قوة بعدها، المطلق الحقيقي المهيمن على كل شيء، المطلق الحقيقي المتحكم في العالم المادي واللي سلطانه على كل الوجود باختلاف عوالمه.

وفي النهاية "ربنا كان بيحبني وحط في طريقي ناس تساعدني"، كلمات قالها الفنان الراحل لخص بها عصارة تجربته من الشك إلى اليقين ?

كلمات ملخص لأمور ظاهرها صعب ولكنها تحمل في طياتها الرحمة.