هو مَحض مُهاجر ولم يكُن في يومٍ مـا يليق بتَمثيل ألمـانيا

هـكذا وصـفَت الصحافة الألمانيّة مسعود أوزيل حينما ذهبَ لتُركيا رفقة صديقه إلكـاي جندوجان إلى تُركيا ولقائه بالـرئيس التُركي .

كـانَ يستطيع الصَمت لكنه زهدَ في المَجد الكروي وسارَ خلفَ مجد المواقف الذي لا يـزول، ردّ على الصحافة : إذا فازَ المُنتخَب فـأنا لاعب كبير وإذا خسرنا فأنا مُهاجر تُركي، لا يُمكِن التعايُش في هذه الأجـواء، لقَد سئمت منهم حـقًا !

تتصاعَد الخلافات بينَ أوزيل والإتحاد الألماني فيُقرر إعتزال اللعب دوليًا رافضًا دعاوي العودة !

بعدها يُقرر أوزيل الـزواج من ملكة جـمال تُركيا أمينة جـولشي، ثُم يطلُب منَ الـرئيس التُركي أن يشهـَد على عقد زواجه ليزداد التوتر بينه وبينَ الـرأي العـام الأوروبي.

ثُم قـال في لقاء إذاعي: لن نـحتَفِل ببزَخ أنا وأمينة، لقَد قررنا إلغاء الاحتفال الصاخب تعاطـفًا مع أحداث سوريا كما قررنا المُساهمة في علاج ما يزيد عن 1000 طفل سوري .

هدأت الأمواج قليلًا لمُدّة شهور، قبلَ أن يـنتفِض مـِن جـَديد على تويتر : المسلمون يُـقتَلون والمساجِد تُغلَق وتتهدّم والمصاحـف تَحتَرِق وأُمّـة الإسلام صامتة ولا يجرأونَ على التعليق عـمّا يحدُث في اللايجور في الصين !

الإيجور كَلِمة تَعني الإتحاد وتُشير إلى مجموعة منَ المُسلمين يتمركزونَ في مُقاطـعة شينجيانج، تحتَجز منهم الصين نحوَ مليون مُسلم ويتعرضونَ لمُضايقات فيما يخُص مُمارسة شـعائرهم الدينية .

النقاب واللحية كلاهما ممنوع، الصيام بـالمدراس مُجرَّم والمصاحف وسجّاد الصلاة يتم مُصادرتهم بشكلٍ دوري، حـتّى أنّهم أجبروا أئمة المساجد على الرقصِ عُراةً بالشوارع بحاجة أنّ الله لا يدفع الرواتب !

السُلطات الصينيّة منعَت بيع قمصان أوزيل بالمـتاجر الرياضيّة وكذلك أغلقوا بعض منافذ البيع الخاصة بنادي الأرسنال، ومنعوا إذاعة لقاء أرسنال ومانشيستر سيتي على الشاشات .

كما قرروا منعه من دخول الصين كسائح، ونظرًا لكَونهم يتحكّمون في استثمارات الدوري الإنجليزي فيُتوقّع مزيد من التضييقات على النجم المُسلم .

في أولى ردود الأفعال قال أوزيل: لقـد نصرت إخواني المُسلمين بالكلام وهذا أقل شيء، ولا يهمني النتيجة مهما كانت .

قصّة قصيرة عن لاعب قرر الانتصار لانسانيته قبلَ دينه ويدفَع أسفًا أبهظ الأثمان.
جزاكَ الله خيرًا في زمان تنام فيه أعيُن الجُبناء قريرة ويعيش فيه أصحاب المواقف في طول التسهيد !