القاعدة الخامسة
من قواعد العشق الأربعون لشمس الدين التبريزي يقول فيها :

" تنبع مُعظم مشاكل العالم من أخطاء لغوية ومن سوء فهم بسيط. لا تأخذ الكلمات بمعناها الظاهري مُطلقا وعندما تلج دائرة الحب تكون اللغة التي نعرفها قد عفى عليها الزمن فالشيء الذي لا يمكن التعبير عنه بكلمات لا يمكن إدراكُه إلا بالصمت " .

أحببت هذه القاعدة
و اعجبتني بشدة

في أحيان كثيرة لا نُوَفَق
في استخدام...أو انتقاء.... المفردات المناسبة
قد نقصد أمر ما لا نعني به الاساءة
و نختار لفظاً يجرح الآخر
مما قد يُفسرنا بطريقة خاطئة

النوايا الطيبة لا تكفي في تعاملنا مع الاخرين
خاصةً الغرباء عنا
الذين لا يعرفون جوهرنا
ويجهلون حقيقتنا
علينا أن نُجيد انتقاء مفرداتنا مع هؤلاء الغرباء

إلا أننا و بالمُقابل ،
مع خواص الاشخاص
أؤلئك الذين يعرفون جوهرنا
و يفهون علينا
دون حتى أن ننطق بكلمة ،
تُصبح المفردات أضعف من أن تُعبّر عنا
و أقل من ان تصف حجم ما نشعر به بداخلنا

هؤلاء ...
صمتنا معهم ...
كفيل بأن يُخبرهم
كُل ما هُم بحاجة لسماعه .

لا يُوجد في علاقتنا مع الله عز وجل
أمر اعظم و أجل من الدُعاء
حتى ان " الصلاة " من معانيها " الدعاء "

ماذا عن الابكم ...فاقد النُطق ؟!
هل تعتقد بأنه محروم منه ...؟!
طبعا ...الاجابة معروفة

الدُعاء بيننا وبين الله عز و جل
ليس بلفظ الحروف و بيان الكلمات
انما هو ،
بما حوته القلوب من مشاعر
و صدّقت عليه النبضات .