اذا كنت في الطائرة لا يوجد لديك مشكلة في التفاصيل على الأرض ..
هذا ينطبق على الوعي .. كلما ارتفع أكثر لن تؤثر فيك المشاكل الصغيرة ...

الجسدُ قد يهبطُ بهِ إلى أدنى مستوىً يمكنُ أنْ يتخيّلهُ المرءُ...
والروحُ عكسُهُ تماماً..

إنّها كالطائرِ المحبوسِ في قفصٍ يريدُ أنْ يغادرَهُ إلى حيثُ الفضاءُ الرحبُ...

أشعرُ أنَّ هذا التشبيهَ يوافقُ ما يحدثُ داخلَ الإنسانِ تماماً ..

فإذا انشغلَ هذا الطائرُ بالمأكولاتِ والملهياتِ في قفصهِ الجميلِ، وظنَّ أنَّ هذا هو كونُهُ وفضاؤهُ ظلَّ بقيّةَ عمرهِ حبيسَ قفصِهِ ولن يذوقَ حلاوةَ الحرّيّةِ خارجَ قفصِهِ. ..

مع أنَّ السماءَ هي بيتُهُ الحقيقيُّ وليس القفصُ... القفصُ بيتٌ زائفٌ، مهما كانَ جميلاً فهو ضيّقٌ وليس حقيقيّاً.

صحيحٌ أن الإنسان بحاجة لدعم من حوله، يتعلم منهم ويتشارك معهم الرأي والعلم، إلا انه بحاجة إلى أن يتصل بمن معه النور ويستمد منه ما ينير قلبه
إنه بحاجة إلى الله ...

لابأس ، فضفض..لكن دون أن تركز بقوة على التشكي والألم..
التشكي يزيد معاناتك..
ولن يحنو عليك أحد من البشر مثل نفسك واستعانتك بالله ..
أسعدها بأبسط الأشياء.. تأمّل وستجد!

لا تكتب حزنك .. فلن يشعر به غيرُك ..
صُنْه عن طرقات الناس ، وأعين المارَّة ..
و تذوق مقام ..
“إنما أشكو بثِّي وحُزني إلى الله”

فنحن نتجاهل كل افكارنا ونترك كل ممتلكاتنا الشخصية،
ونزيل عن اجسادنا كل مايثقلها اثناء تسلقنا للجبل.
ولا يشغلنا الا شيء واحد فقط،وهو قطف ثمار السعادة عند الوصول الى قمة ذلك الجبل...

اذن نحن لدينا القدرة الكاملة على تجاهل وازالة كل مايثقلنا بأي وقت آخر إن حاولنا و امتلكنا الإراده
فلتكن الحرية كالجبل وما علينا سوى تسلق لحظاتها لنصل الى قمتها حيث التحرر..
فإذا جاءتك لحظة فرح اسرقها ولا تتردد ..

فلا تدرى متى ستأتى لحظة أخرى ..