القاعدة الثامنة و العشرون
من قواعد العشق الأربعون لشمس الدين التبريزي يقول فيها :

" إن الماضي تفسير، والمستقبل وهم. إن العالم لا يتحرك عبر الزمن وكأنه خط مستقيم، يمضي من الماضي إلى المستقبل. بل إن الزمن يتحرك من خلالنا وفي داخلنا في لوالب لا نهاية لها. إن السرمدية لا تعني الزمن المطلق، بل تعني الخلود " .

لو كُنت لأصيغ هذه القاعدة
بطريقة أبسط & أيسر لقُلت :

إن القيمة الأساسية و الأهم للزمن
ليس (عدد سنوات) عمرنا الماضية
و لا حتى
(عدد السنوات) التي سنعيشها مُستقبلاً
انما...
الأثر ... الحصيلة.... الثمار....
الذي نتج عن تلك السنوات
قيمة أعمارنا...ليس بطولها
إنما بتأثيرها ...و ما تركته فينا من أثر

ما كان و مضى...
لم ينتهي..
و لم يتلاشى...
و لم و لن نتركه يوماً خلفنا...
لأننا...و ببساطة...نحمله معنا ...بداخلنا
في وجداننا...في تكويننا....في ذاكرتنا

تاريخ الأمس...
يُطوى صحيح

لكن ،

موقف الأمس...
يبقى....
ليُرى فينا
و في أفعالنا...
و مستوى وعينا...
و ادراكنا...
و مبادئنا...و قناعاتنا التي تشكلت بفعله

و ربما يخطُر ببالك التساؤل الذي خطر ببالي
وانا افكر في هذه القاعدة من قواعد العشق الأربعون :

تُرى ما علاقة هذه القاعدة بالمحبة والصدق....؟!
و كأن القصد
ليست العِبرة بِمَن سَبَق...إنما...العبرة بِمَن صَدَق
لا يهُم ان تأخرت
المهم.تتحسن للافضل
...
قيمتك الفعلية...في حجم الأثر الذي تركته
بمواقفك المُشرفة التي سجلتها في حياتك

و كما قال المُنشد في نشيده الطيب :
(( أعمارُنا....أعمالنا...
و بها سمَت أسماؤنا....
نمضي...و تبقى ها هُنا....آثارُنا )) .
...