عن منصور بن عمار قال : خرجت ليلة لبعض حاجتي وأنا بالكوفة وأنا أظن أني قد أصبحت ، وإذا علي ليل ، فمررت على باب ، فسمعت قراءة رجل وبكاءه ، فوقفت على الباب أتسمع إلى أن فرغ من ورده ، فسمعته ينتحب ، وهو يقول : وعزتك وجلالك ، ما أردت بمعصيتك مخالفتك ، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بنكالك جاهل ولا لعقوبتك متعرض ولا بنظرك مستخف ، وأعلم أنك مشرف علي لا يخفى عليك شيء من خلقك ، ولكن سولت لي نفسي وأعانتني على ذلك شقوتي ، وغرني سترك المرخي علي ، فعصيتك بجهل وخالفتك بجهل ، فالآن من عذابك من يستنقذني ؟ ! وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عني ؟ ! فواسوأتاه من الوقوف بين يديك غدا إذا قيل للمخفين جوزوا وللمثقلين حطوا ؛ أفمع المثقلين أحط أم مع المخفين أجوز ؟ ويلي كلما كبرت سني كثرت ذنوبي ، ويلي كلما طال عمري كثرت معاصي ، فمن كم أتوب وفي كم أعود ؟ أما آن لي أن أستحيي من ربي ؟
قال منصور : فغشي علي من ساعتي " .

المجالسة وجواهر العلم للدينوري