«الحب أفعال لا أقوال»

من السهل أن تنشأ قصة حبّ بين شخصين، لكن من الصعب أن تستمر بنفس التوهج الذي بدأت به، لأن الحب مقرون بالإعجاب، لا أقصد الإعجاب الظاهري الذي يشمل بدلتك المنمقة ولا ساعة يدك التي تشير إلى ماركة عالمية، ولا نوع عطرك الذي يسبقك ليعلن عن قدومك، إنما أقصد الإعجاب الذي سبقته مواقف تنمّ عن الاطمئنان، والنابع من يقين التمسك بك مهما تعرَّض الآخر لاحتمالات الفراق، أن تكون الاختيار الأوحد والوحيد عندما تحاصره الاختيارات، أن ينأى بك بعيدًا عن المقارنات، أن يكون على استعداد لخسارة كل ما يخشى خسارته في سبيل وجودك بحياته.

مواقف الحياة وحدها القادرة أن تجعل شخصًا يحبك، طالما أنك تتصرف وفق ما يجعل عينيّ الآخر مملؤة بك، ولا تجعله يرى غيرك، فالأمر لا يتطلب قوة لكي تثير إعجاب أحدهم، إنما يكفي أن تكون في الجوار، حاضرًا في أوقات لا تحتمل الغياب، قادرًا على الاحتواء في وقت التّيه والضياع، متطلعًا إلى مواطن الضعف دون أن تحاول أن تستخدمها كسلاح في أوقات الخلاف، أن تستوعب الحالات المزاجية السيئة ونوبات البكاء والغضب، كلها أمور كفيلة أن تكون محل إعجاب واحترام من الآخر، دون الحاجة إلى التفوه بكلمات، أو التصنع بأفعال لكي تلفت انتباهًا أو تجلب إبهارًا.