Warning (2) : Trying to access array offset on value of type bool [in /home/appsemql/geetmark.com/templates/Home/post.php, line 49]

✿.............................
ـ { إنَّ المُؤدي للأمانة مع مخالفته هواه يثبته الله فيحفظه في أهله وماله بعده ،
والمُطيع لهواه يعاقبه الله بنقيض قصده فيذّل أهله أو يذهب ماله ~ ابن تيمية

وقرر هذا المعنى فسرد هذه الحكاية .. حُكيَ أن بعض خلفاء بني العباس
سأل بعض العلماء أن يحدثه عما أدرك فقال :
أدركت عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وأرضاه ، قيل له : يا أمير المؤمنين أفقرتَ
أفوه بنيك من هذا المال ، وتركتهم فقراء لا شيء لهم ـ وكان في مرض موته ـ
فقال: أدخلوهم عليّ ، فأدخلوهم
وهم بضعة عشر ذكراً ليس فيهم بالغ ، فلما رآهم ذرفت عيناه ، ثم قال :
يا بَنِيّ والله ما منعتكم حقاً هو لكم ، ولم أكن بالذي آخذ أموال الناس فأدفعها إليكم ،
وإنما أنتم أحد رجلين إما صالح فالله يتولى الصالحين ، وإما غير صالح فلا أُخلف له ما يستعين به على معصية الله ، قوموا عني ،
قال: فلقد رأيت بعض بنيه حمل على مائة فرس في سبيل الله !!

قُلت (ابن تيمية) : هذا وقد كان خليفة المسلمين من أقصى الشرق – بلاد الترك
إلى أقصى المغرب –بلاد الأندلس- ومن جزائر قبرص وثغور الشام إلى أقصى اليمن ،
وإنما أخذ كل واحد من أولاده من تركته شيئاً يسيراً يقال أقل من عشرين درهماً.

قال : وحضرت بعض الخلفاء وقد اقتسم تركته بنوه ، فأخذ كل واحد منهم ستمائة
ألف دينار ، ولقد رأيت بعضهم يتكفف الناس ( أي يسألهم بكفّه ) ـ

وفي هذا الباب من الحكايات والوقائع المشاهدة في الزمان والمسموعة عما قبله
مافيه عبرة لكل ذي لُبّ ..

...✿...

~ لا تجد أتعب ممن الدنيا أكبر همّه ، وهو حريص بجهده على تحصيلها والعذاب هنا
هو الألم والمشقة والتعب ,
ومن أبلغ العذاب في الدنيا : تشتيت الشمل وَ تفريق القلب ، وَ كون الفقر نصب
عيني العبد لا يفارقه ، ولولا سكرة عشاق الدنيا بحبها لاستغاثوا من هذا العذاب } ـ
~ ابن القيّم

من كانت الآخرة همّه فهو في عافية من تلك الأدواء , جاء عنه عليه الصلاة والسَّلام
قوله : ( مَن كانت الآخرة همّه جمع الله شملَه ، و جعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا
وَهِيَ رَاغِمة ) أخرجه أحمد.