1 week ago •
الجزء الثاني "إعدام حب بريء "
... فعلا لبى السائق طلبي عندما لمح ذاك الغضب الكامن في عيني وتلك الدموع المنهمرة بدون توقف ، وبعدها وصلت لوجهتي المطلوبة ودفعت للسائق أجرته وترجلت من السيارة هاأنذا على بعد خطوات من منزلها ،وشاهدت مشهدا تمنيت على إثرها لو أمحى من هذه الأرض ، فتاتي تمسك بيد زوجها المستقبلي ويتجهان إلى سيارته الفارهة ، طبعا فهو الرجل العظيم صاحب المكانة المرموقة والأموال الطائلة التي أفقدت صواب عائلتها حتى لم يروا تلك الدمعات التي تسيل على خذها ، كانت تحبني أنا فقط ولا تريد زوجا غيري ، لكن للأسف فالمال اليوم هو سيد الرجال ، هنا نشير إلى معاناة من نوع آخر فتيات يتزوجن غصبا عنهن ، رغم تواجدنا في سنة 2018 إلا أن مئات إن لم نقل الالاف فتيات وطني مازلنا تعانين من هاته الظاهرة التي تغتصب حياتهن فكيف السبيل للزواج من شخص لا تريده ، كيف ستستحمل العيش معه في بيت واحد ، جرح لا بد من مداواته للحد من نزيف هاته البريئات.
تراجعت خطوات للوراء كي لا يتمكن أحد من رؤيتي وبقيت أختلس النظرات من خلف جدار أحد المنازل ، إلى أن انطلقت سيارته تاركة لي أحلاما متبخرة ، جن جنوني ولم أدرك بعدها ماذا أفعل ؟ أصبحت صنما منعزلا عن هذا العالم لم أعد أستطيع رؤية أو سماع ما يحيط بي كأن الحياة توقفت فجأة .. فتحت عيني لمحت أضواء خافتة وسمعت أصواتا مزعجة ، وجلت ببصري في المكان فإذا بي أتواجد في غرفة ما بها أجهزة إلكترونية تحيط بالسرير الذي أنا مستلق عليه ، جسدي مغطى ببعض الضمادات ، ماهذا ياترى ؟؟ إنني أتواجد في مستشفى على مايبدو لي ، لكن كيف حدث كل هذا ؟ كل ما أتذكره أنني كنت بجوار منزل تلك التي رحلت ولم تعد ، أردت النهوض لكن خانتني قواي ، ماهذا الكم من العجز الذي يلف جسدي ، فجأة لمحت باب الغرفة يفتح ودلت منه فتاة في مقتبل العمر ترتدي زيا طبيا ويبدوا أنها إحدى الممرضات التي تعمل بهذا المستشفى ، دعنا لا نستبق الأحداث ولنتعرف على من تكون هاته الجميلة ، وجهها مشرق للغاية وملامحها تكسوها إبتسامة ، ألقت علية التحية وقالت : حمدا لله على سلامتك...قاطعتها قائلا : لكن ماذا حدث أنا لا أتذكر أي شيء ، ومن أتى بي إلى هنا ؟ لاحظت إرتباكي وحيرتي فقامت بتهدئتي وقالت : على مهلك أوضاعك الصحية غير مستقرة خذ نفسا عميقا وهون عليك وأنا سأشرح لك كل شيء بالتفصيل ، إنتابني الفضول لمعرفة الحقيقة وبقي نظري معلقا عليها لعلي أجد أية إجابات لأسئلتي التي تحيرني فقالت لي : أنني أقبع هنا منذ حوالي خمسة أشهر غائب عن الوعي تماما بعدما قمت بحادثة سير مروعة كادت أن تؤدي بحياتي واليوم فقط إستطعت إستعادة وعيي ونصحتني بالحفاظ على هدوئي حتى أتمكن من إستعادة عافيتي ، وكانت هذه الكلمات هي آخر ما ختمت به حديثنا وخرجت من الغرفة تاركة إياي بين ركام الذكريات والمعاناة والألم الذي ألم بقلبي وظننت أنني تخلصت منه بعدما غرقت في سبات عميق لكن هيهات هيهات أن يشفى جرح قلبي ، فجأة ظهرت صورتها بين عيني ومن غيرها محبوبتي صاحبة العيون المشرقة وتلك الإبتسامة الخجولة ، تركبت صورتها أمامي وأنا بمقرية منه أبتسم وأمرح وأصدح فرحا ، لكن فجأة تبخر كل شيء واتفقت على كابوس مزعج ... يتبع
Related content
لا أحد يعرف كم مرة هزمتني الحياة ولكن قاومت، لا أحد يعرف كم مرة بكيت ليلاً وحدي، لا ...
2 weeks ago
نعم ، لا تروقني أجواء الصيف هذه والحر والملل... ، أنا شتوية للغاية .. أحب الشتاء وليا�...
1 week ago
يا ليتنا ما التقينَـا في الهوى أبدًا ولا عشقنَـا، ولا فينا الهوى سَمِعا الحُبُّ....
4 days ago
نفسياً : سوف يغرم شخص واحد على الأقل بضحكتك في حياتك .. إن لم يأتي حتى الآن تأكد أن�...
1 week ago
والأمان أعلى منزلة من الحب فلا تقترب أبداً حين تنبهر ، اقترب فقط حين تطمئن.
1 week ago