Warning (2) : Trying to access array offset on value of type bool [in /home/appsemql/geetmark.com/templates/Home/post.php, line 49]

الجزء الثالث "إعدام حب بريء "
... واستفقت على وقع كابوس مزعج ، محبوبتي تودعني وتتجه إلى محبوبها الجديد ولما استفقت واستعدت زمام الأمور إكتشفت أنه لم يكن كابوسا بل حقيقة أعيشها اليوم بعدما فرقت بيننا الأقدار ، أشرقت شمس الصباح وعاد للمستشفى حركته المعهودة وأصوات العاملين به ، وبعد لحظات سمعت باب الغرفة يفتح لتدخل منه من طال إنتظاري لها إنها تلك الممرضة وملامحها كما عهدتها إبتسامة مشرقة وطيبوبة تصدح في الأجواء وحيتني تحية صباحية ،ورددت عليها التحية مرفوقة بواد من الأسئلة التي أشغلتني وحيرتني منذ أن أفقت من غيبوبتي البارحة ، ماذا لم بي ؟ لماذا كل هذا العجز ؟ مم أعاني ؟ كيف كل هذا ؟
لم تستوعبني الممرضة وبقيت واقفة كالصنم تنظر إلي لا تعلم بماذا أهلوس ، وبعد دقائق معدودة سمعتها تقول ربما حان الوقت لتعلم كل شيء ولتقتل ذاك الفضول الذي يسري في تفكيرك ، فبدأت الممرضة بسرد تفاصيل وأنا كلي يقظة لمعرفة أدق التفاصيل عني ، بعدما قمت بتلك الحادثة تضررت رجلاك كثيرا وتهشمت عظامك وكسرت كسورا لم نقدر على إجبارها ولهذا ارتأينا إلى بترها وأصبت أيضا بشلل نصفي وهذا ما يجعلك عاجزا عن الحركة والدراسات الطبية والبحوثات التي يتم العمل عليها تؤكد بأن نسبة شفائك ضئيلة إن لم نقل منعدمة ، صدقوني وأنا أسمع هذا الكلام من هاته الممرضة خيل إلي أنني أقرأ سطور رواية مشوقة الأحداث ومنسوجة الحبكات ، أو أسمع لقصة خرافية تلقى على مسامعي من طرف جدتي ، ولكن ليس هذا ولا ذاك بل هي الحقيقة المرة التي لم أتقبلها ولن أتقبلها ، من شاب يافع بالحيوية رأت عيناه النور وتفتحت ورود حظه إلى جثة هامدة مستلقية فوق سرير بغرفة في مشفى ذبلت ورود حظه ، الحياة غادرة أحيانا ليست دائما عادلة ، ها أناذا اليوم أمتحن إمتحانا عسيرا فكيف ستؤؤول بي الاحوال هل ينتظرني النجاح والفلاح والإحتفال بكل عفوية ، أم الفشل والكآبة وازدياد المصاعب . بقيت غارقا وسط مئات من الأفكار غائب تماما عن العالم الخارجي لا أبالي بمن يدخل ويخرج من غرفتي ، ولا أكترث لما يوضع من أدوية وأطعمة ، فجأة تذكرت فتاتي التي تزوجت وتركتني غصبا عنها ، وهذا يقع اليوم مع الكثير ممن يقرأ هاته السطور فهناك من أحب فتاة وأحبته وعاشوا أسطورة خرافية حتى يأتي زوج ويذهب بها ويترك لك ريحا سدى ، لا تعرف أين تتجه ولا أين تتواجد .
دخلت الممرضة كعادتها بابتسامة مشرقة فالتفتت إليها وطمأتني عن أحوالي ، لا أعلم سر هاته الممرضة لكن بدى لي أنها جد مهتمة بي ومتأسفة لحالي وتريد معرفة قصتي لكن لحد الساعة لم أسرد لها أي شيء ، إبتسمت لها وحييتها وقررت أنه اليوم سأبوح بكل مايجول في خاطري فلقد تعبت التلاعب بهاته الجمرة في قلبي وحيدا ، وهذا ما كان أخبرتها أنني أريدها أن تعلم قصتي ومن أوصلني إلى هنا ، وبدت متلهفة لمعرفة كل شيء ووعدتني أنها ستمر بي في فترة الغذاء عندما تتم أشغالها .. يتبع