كنت فتاة أحب دراستي وأبواي وعائلتي الصغيرة وأهتم بدراستي لا غير ، وكنت أتصفح مواقع التواصل لألهي نفسي لا غير ولأطلع على ما يجول في الأرجاء ، وكنت لا أصدق كل خزعبلاتهم تلك التي التي تدور حول الحب ، كنت أراه في الروايات فقط وأقرأ عنه في القصص فقط ، ومن ظن يوما بأنني سأقع فيه وأتخبط في دروبه ، لقد سلبني ذلك الشاب قلبي ، كنت أراقبه من بعيد ، وكنت متلهفة لخواطر كانت تنسجها أنامله وقد كانت تلامس قلبي ، حيث صادفتها في إحدى المجموعات الثقافية التي يشاركها فيها معنا ، تسللت إلى صفحته مرة بعد أخرى وكنت أطلع على أعماله وأتفرج على صوره ، شيء ما أسرني في هذا الشاب ، قررت أن أرسل له طلب صداقة لكن ترددت مرة بعد أخرى ، لكن تغلبت على هواجسي وقمت بالأمر ، ولامست قلب نسمة عليلة من الفرح بعد أن وافق على طلبي ، وسبحت في أحلامي ونسجت خيالاتي معه ، ولم يعرف أحدا ما ، سواي وقلبي ، أحس بشيء مختلف في كتابات هذا الشاب ، شيئ فيها يجذبني ، وجعلني أنتظر جديد خواطره كل مرة ، ومرت الأيام ولكن لم يراسل أحدنا الآخر بل فقط ظلت بيننا الصداقة الوهمية التي رسمتها في مخيلتي وتربطني به فقط تلك الخواطر ، وذات يوم حدث ما لم يكن في الحسبان فبعد مرور مايقارب سنة تفجأت برسالة منه وتبادلنا أطراف الحديث ، صدقوني كان قلبي قد غادر قفصي الصدري ورفرف بعيدا وحلق ونسائم السعادة تعتريه ، وطلب مني أن أعرفه على نفسي فقبلت الأمر بسلاسة وأنا من أردت ذلك بشدة ، وظللنا نتكلم ليل نهار ومضت الأيام وإعجابي بهذا الشاب يتخذ منحى آخر ، أصبح الحب ينمو بيننا بسرعة كبيرة غالطت قلبي وجعلتني مثل الحمقاء لم أعد أعي تصرفاتي وظللت أنتظر منه البادرة لأنني جد خجولة وهاته هي تجربتي الأولى ولا أعرف ما أقدم وما أؤخر ، فكان هو قد منحني كل الإختيارات وكان دوما يهتم بي كأخت له ودوما ينصحني بالقراءة والصلاة في الوقت والدراسة بجد كانت كل أفعاله وأقواله تزيد من أسر قلبي وكان حديثه بلسما شافيا لقلبي وعطرا فواحا في حياتي ، وذات ليلة من ليالي رمضان قررت أن أبوح بمكنونات قلبي فكم من مرة كان يمازحني بمشاعره لم يكن أيضا يتجرأ على البوح بحبه فكان يمازحني كل مرة وكنت أنا أدرس مكنونات قلبه ، فقررت أن أخلصنا نحن الإثنين ، فكتبت له رسالة لخصت فيها كل مشاعري بالرغم من أنها لم تكفي لتعبر عن كل ما يخالج خاطري لكن كانت كافية لتنسج بيننا قصة حب جميلة بريئة طيبة ، لم يتجرأ يوما للإساءة لي ، كان دوما حنونا طيبا ومجدا في كلامه ، ومع كل حديث يزداد حبي له ومع كل يوم يزداد شوقي لرفقته في أحضان الحلال ، صرت أحلم به ليل نهار وصرت أتضرع لخالقي ليرزقني به ويحقق أمنيتي للظفر به ، والحمد لله تحققت كل الأماني واستوت كل الأمور فالقلوب عند بعضها البعض لقد تم عقد قراننا وبنينا عشنا الصغير ونحن اليوم ننتظر مولودنا الأول بإذن الله ، إنه الحب الحلال الذي نسجت قصته بين أروقة هذا الموقع وكم أنا اليوم فخورة بقلمه الذي جمعنا معا اليوم