Warning (2) : Trying to access array offset on false [in /home/geetwxcq/public_html/templates/Home/post.php, line 49]

قصة عادل أدهم مؤلمة جداً.

في بداية حياة الفنان عادل ادهم ، كان يقيم في مدينة الاسكندرية ، وصدفةً في يوم من الايام تعرّف على فتاة يونانية اسمها (ديمترا) ، كانت تزور صديقة لها تعيش في مصر ، وكانت ميزة ديمترا غير جمال الشكل انها رقيقة ومؤدبة بشكل قريب للتربية الشرقية كالحياء والأدب والصوت الواطيء والمظهر البسيط . وعلى الرغم من اختلاف الثقافات احب الاثنان بعضهما البعض ، الا ان حب ديمترا كان اكبر من حب عادل ؛ فالأخير كان يحتاج الى الاستقرار ، بينما كانت هي كالشجرة المعطاء تريد ان تحب وتمنح الحب.
قرر الاثنان الزواج على الرغم من رفض اهل ديمترا هذا الزواج ، لكنها صممت على الزواج ، وتمسكت به للنهاية. وتزوج الاثنان وعاشا معاً ، وفي البداية كانت سعيدة ، لكن مع الايام بدأت حقيقة طباع عادل تظهر ، وبدأ مختلفاً ، وأصبح متخلفاً ، ضرب وإهانة ، وعتاب متكرر ، وكانت ديمترا تستقبل كل ذلك بالصبر ، او على وجه الدقة بالحب.
وفي يوم رجع عادل للبيت متأخراً ، ولما عاتبته على تأخيره طوال اليوم وأنها كانت مريضة ، وقد ذهبت الى الدكتور ، أهمل عادل كلامها وتعامل معها باستهزاء، ولما وجدها انها لم تطبخ ضربها بشكل قاسٍ من غير مراعاة لوضعها وأنها كانت حامل في الشهر الرابع ، ضربها وذهب ينام ، ولما استيقظ لم يجدها ، لا هي ولا ملابسها ، ولما كان يثق بحبها له ، وانه ضامن انها في جيبه مئة بالمئة ، اقنع نفسه انها اكيد خرجت تشتري شيئاً ما وسترجع ، ومرّ اليوم ولم ترجع ، وفي اليوم الثاني ابلغ الشرطة بغيابها ، وبحث عنها في كل الشقق المفروشة والفنادق والمستشفيات.
وبعد ايام اتصلت به صديقتها التي تقيم في مصر ، وقالت له: لا تبحث عن ديمترا لانها سافرت لليونان ؛ فسافر وراءها ، وذهب لاهلها ، فقالوا له: انهم لا يعرفون شيئاً عنها . وبقي في اليونان فترة يبحث عنها ، في كل المدن والبلدات ، ولم يجدها ، وكان ألمه الكبير انه اثناء بحثه عنها كان يراجع نفسه ويتذكر المرات التي كان يعاملها بها بقسوة ، وكان معتقداً انها ستبقى معه الى الأبد لانها تحبه.
ورجع الى مصر بدون ان يعثر عليها ، ومرت السنوات ، ودفن عادل نفسه بالعمل لينسى ، وزادت شهرته ، لكن وجهه اكتسى بمسحة حزن ، وأصبح ذلك الوجه لا يعرف الابتسامة ، وأصبحت التكشيرة جزءً من وجهه ، والنَّاس تعتقد ان تلك التكشيرة لزوم الشغل ، لكنها كانت من اثر ذلك الجرح الذي أثّر به وترك بصمته