في الحقيقة .. كلنا طيبون .. كلنا نحب الخير للجميع .. و كلنا أنقياء .. حتى أولئك الخبيثين و السيئين .. لو تعمقنا في داخل كل واحد منهم .. لوجدنا #طفلا صغيرا بقلب بريئ .. يريد العيش بطريقة جميلة و بما يرضي الله ..
لكن قوى الحياة و عواملها السيئة و ظروفها الصعبة .. و التكوين التربوي و الكثير من الأشياء .. كانت سببا كافيا و مقنعا لتجريده من طفله.. ليصبح إنسان آخر غالبا ما يكون سيئ .. برغبته أو مجبرا .. و لكي نسميه بإسم يليق به .. سنقول أنه إنسان فشل في الإمتحان .. و ليس سيئ ..

كنت أعتقد لمدة طويلة من عمري أن ذلك #الطفل الصغير بداخلي .. الذي يتصرف ببراءة .. متفائل و يرى كل الأشياء من حوله جميلة .. و كل الناس من أطيب خلق الله .. و تلك الطيبة المتوغلة في أعماقه .. و معاملته الجيدة مع الجميع .. ما هي سوى سذاجة .. أو ضعف في الشخصية يجعلك غير قادر على مسايرة الناس في شرهم ..
مع توالي السنين و تراكم التجارب .. اكتشفت أن هناك قوة ما .. خفية لا تظهر للجميع .. تحاول دائما تجريدك من ذلك الطفل .. تصنع لك عقبات في طريقك لتصبح بعدها إنسانا سيئ .. أو بمعنى آخر إنسان انهزم و استسلم للمواقف التي لطالما آذته .. هي في الحقيقة لا تريد تجريدك بل تجريبك أو التأكد من طيبتك .. أو معرفة هل أنت حقا إنسان يستحق أن نسميه (صالح)
شيئا فشيئا بدأت بمعرفة مصدر تلك القوة و ما معناها و لماذا موجودة في الأصل ..

فمثلا .. عندما يقول لك والدك أو والدتك .. أنت حمار أنت فاشل .. و تكون معاملتهم سيئة معك .. ماذا تكون ردة فعلك ؟؟ غالبا بالمثل ..
عندما يخونك صديق ما .. بموقف ما .. ثم تحاول الإنتقام و معاملته بالمثل ..
عندما يخونك حبيب .. أو يشتمك فرد ما .. أو بخلاصة عندما تتعرض للأذى من أي شخص كيفما كان مقداره عندك .. رغم معاملتك الطيبة معه .. غالبا ما تحاول معاملته بالمثل .. و هنا يكمن السر ..

تلك القوة الخارقة ما هي إلا امتحان أو تجربة .. تقيم صبرك و ما مدا طيبتك و قدرتك على التعامل بنفس المبادئ و القيم الموجودة في طفلك .. و ما مدا محافظتك على المعاملة التي أمرك الله بها مهما كانت بشاعة أفعال البشر ..
فالأب أو الأم لديهم قوانين ربانية في كيفية التعامل مع أطفالهم .. و إن فشلوا في ذلك تكون أنت الضحية .. أولا في صنعهم منك إنسانا غالبا لن يكون أبا أو أما في المستقبل بما يرضي الله .. ثم ثانيا تقع بسببهم في فخ المعصية و عدم البر بوالديك عندما تكون مجبرا في التعامل معهم بالمثل .. لكن هنا تكمن الحكمة .. هنا الإختبار الرباني .. هل أنت فعلا طيب و لم تستطع الأيام و العوامل الخارجية تجريدك من طفلك و من ما قاله الله لك .. فامتحان الدنيا ليس سهلا .. و إن تعاملت مع كل شخص بنفس معاملته .. حتما ستصبح إنسان سيئ .. و عندها لن يكون لك أي مبرر غدا أمام الله .. لأنك تعديت قوانينك و واجباتك ..
هم إن فشلوا في امتحانهم لا تفشل أنت .. فالله المجازي و ليس هم ..
هذا فقط من مظوري المتواضع
#العربي