غرائب الأمعاء.. تغطي مساحة ملعبين للتنس فكيف نحافظ عليها؟

تعد الأمعاء من الأجهزة الرئيسية في جسم الإنسان، فهي المسؤولة عن امتصاص جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم وتلعب دورا مهما في الحفاظ على توازنه، فهل تعلم أن هذه الأمعاء يمكنها تغطية مساحة ملعبين لكرة المضرب؟

وتختلف كميات وأصناف وأنواع الطعام التي يتناولها الإنسان يوميا، وتبدأ رحلتها من الفم والبلعوم لتستقر في المعدة، حيث يبدأ الهضم الكيميائي للغذاء، قبل نقله بعد ذلك إلى الأمعاء لمواصلة عملية الهضم والامتصاص.

ويتراوح طول الأمعاء الدقيقة في المتوسط من 3 إلى 5 أمتار، بينما يبلغ طول الأمعاء الغليظة حوالي 1.5 متر.

وتعد الأمعاء عضوا حيويا مهما في الجهاز الهضمي، فبالإضافة إلى مهامها في عملية الهضم وامتصاص جزيئات الغذاء البسيطة وخاصة الأملاح المعدنية والفيتامينات، ونقلها للدم عبر خلايا متخصصة في ذلك، ترتبط الأمعاء بالحالة المزاجية للإنسان، حسبما ما ذكره مقال علمي نشر على موقع صحيفة "بيلد" الألمانية.

وبحسب المقال نفسه، فقد أظهرت آخر الدراسات أن بعض الأحماض اللبنية في الأمعاء عند الفئران تساعد في التخفيف من حالات القلق والاكتئاب لديها، وهذا ربما ما يدفع الكثير من الذين يعانون من القلق العصبي إلى التردد بكثرة على المرحاض في المواقف العصيبة التي يمرون بها.

وتعتبر التغذية عاملا حاسما للحفاظ على صحة الأمعاء، وبالتالي صحة الجهاز الهضمي بشكل عام. لهذا فإن تناول نظام غذائي متنوع يحسّن من صحة الأمعاء ويرفع من جودة الحياة.

وتلعب الألياف دورا مهما في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، خاصة الألياف غير قابلة للهضم التي توجد في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.

ووجدت دراسة أجراها باحثون بجامعتي نوتنغهام وكينغز في لندن على بيانات من أكثر من 600 توأم موجودة في "سجل بيانات التوائم بالمملكة المتحدة"، أن تنوع البكتيريا السليمة في الأمعاء ساهم في انخفاض فرصة تصلب الشرايين، مما يشير إلى أن تحسين صحة الأمعاء قد يكون وسيلة لمنع أمراض القلب والأوعية الدموية،وذلك وفقا لصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية.
تعزيز صحة الأمعاء
وأظهرت دراسة أميركية نشرت عام 2017 أن تناول التوت البري (Cranberries) يعزز صحة الأمعاء عبر تعزيز نمو وصحة الكائنات الدقيقة المفيدة فيها.

وأجرى الدراسة باحثون بجامعتي ماساتشوستس ورود آيلند في الولايات المتحدة، ونشرت في دورية"أبلايد أند إنفيرمنتال مايكروبيولوجي"(Applied and Environmental Microbiology) العلمية.

وأجرى فريق البحث دراسته لاستكشاف فوائد تناول التوت البري في تعزيز نمو وصحة الكائنات الدقيقة المفيدة في الأمعاء، ووجدوا أن الكربوهيدرات الموجودة في هذا التوت تساعد على نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء.

وتشير الأبحاث إلى أن أنواع البكتيريا النافعة تؤثر على جهازنا المناعي، وهي تلعب دورا في هضم محتويات الطعام، والحفاظ على التوازن البيولوجي بين فصائل البكتيريا المختلفة التي تستقر في الأمعاء، والمساعدة على امتصاص بعض المغذيات.

إلى جانب ذلك ووفقا لدراسة بريطانية أخرى، فإن الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الدهنية المعروفة باسم "أوميغا 3" كالأسماك والمكسرات والثوم، تحافظ على صحة الأمعاء والجهاز الهضمي.

وأجرى الدراسة باحثون من كلية الطب في جامعتي "نوتنغهام" و"كينغز كوليج لندن" في بريطانيا، ونشرت عام 2017 في دورية "ساينتيفيك روبوت" العلمية.

وقد أشارت إلى أن "أوميغا 3" يمكن أن تحافظ على تنوع بكتيريا الأمعاء التي تعد بمثابة أساس الصحة العامة للإنسان.

وأجرى فريق البحث دراسته على 876 متطوعا، لاختبار فاعلية الأحماض الدهنية في الحفاظ على صحة الأمعاء. ووجد الباحثون أن تناول الأطعمة التي تحتوي على هذه الأحماض مرتبط بتنوع وزيادة أعداد بكتيريا الأمعاء النافعة التي تقاوم الأمراض.
ووفقا للدراسة، يوجد في جسم الإنسان مليارات من الأجسام الحية (البكتيريا) التي تؤثر في الجهاز المناعي للإنسان، ولها أيضا دور في المناعة الذاتية التي تعمل مباشرة عند الإصابة ببعض الأمراض.

وأضاف الباحثون أن بكتيريا الأمعاء النافعة تستوطن في بطن الإنسان بعد الولادة بأشهر قليلة، وتلازمه طوال حياته، وتلعب دورا في هضم الطعام، والحفاظ على التوازن البيولوجي بين فصائل البكتيريا المختلفة.

وكشفوا أنها تلعب دورا مهما في التخلص من مخلفات الطعام، والمساعدة على امتصاص بعض المعادن والفيتامينات، كما تنتج مادة تحاكي في عملها عمل المضادات الحيوية التي تحارب البكتيريا الضارة.

وتوجد أحماض "أوميغا 3" الدهنية في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والماكريل والسردين وزيت السمك والمكسرات والثوم، ويمكن الحصول عليها أيضا من خلال تناول المكملات الغذائية الموجودة في الصيدليات، ولكن بعد استشارة الطبيب.