يٌحكي أن
كان في زمن موسى عليه السلام
رجل لا يستقيم على التوبة ،
كلما تاب أفسد ، فمكث على ذلك عشرين سنة,
فأوحى الله تعالى إلى موسى :
قل لعبدي فلان : إني قد غضبت عليه ، فبلغ موسى عليه السلام الرسالة إلى ذلك الرجل ، فحزن الرجل وذهب إلى الصحراء قائلا : إلهي أنفدت رحمتك أم ضرتك معصيتي ؟ أم نفدت خزائن عفوك، أم بخلت على عبادك ؟ أي ذنب أعظم من عفوك ؟ والكرم من صفاتك القديمة ، واللؤم من صفاتي الحادثة ، أفتغلب صفتي صفتك ؟ وإذا حجبت عبادك من رحمتك فمن يرجون ؟ وإن طردتهم فإلى من يقصدون ؟ إلهي إن كانت رحمتك قد نفدت ،وكان لا بد من عذابي فاحمل علي جميع عذاب عبادك فإني قد فديتهم بنفسي , فقال الله تعالى : يا موسى : اذهب إليه وقل له : لو كانت ذنوبك ملء الأرض لغفرتها لك بعد ما عرفتني بكامل القدرة والعفو والرحمة , وقال ﷺ : ( ما من صوت أحب إلي الله من صوت عبد مذنب تائب يقول يا رب فيقول : الرب لبيك يا عبدي ، سل ما تريد ، أنت عندي كبعض ملائكتي ، أنا يمينك ، وعن شمالك ، وفوقك ، وقريب من ضمير قلبك ، اشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرت له )
' مكاشفة القلوب '
" الغزالي "
اشتهر سقراط بحكمته وفي أحد الأيام صادف الفيلسوف رجل من معارفه الذي ركض إليه وقال له بتلهف :
سقراط، أتعلم ما سمعت عن أحد طلابك؟"
رد عليه سقراط : انتظر لحظة قبل أن تخبرني أود منك أن تجتاز امتحان صغير يدعى امتحان الفلتر الثلاثي،
الفلتر الثلاثي؟
تابع سقراط : هذا صحيح قبل أن تخبرني عن طالبي لنأخذ لحظة لنفلتر ما كنت ستقوله، (يعني لنصفي كلامك).
الفلتر الأول : هو الصدق :
هل أنت متأكد أن ما ستخبرني به صحيح؟
رد الرجل : لا، في الواقع لقد سمعت الخبر،
قال سقراط : حسنا، إذا أنت لست متأكد أن ما ستخبرني به صحيح أو خطأ !
لنجرب الفلتر الثاني؟
الفلتر الثاني : فلتر الطيبة :
هل ما ستخبرني به عن طالبي شيء طيب؟
رد الرجل : لا، على العكس،
تابع سقراط : حسنا إذا ستخبرني شيء سيء عن طالبي على الرغم من أنك غير متأكد من أنه صحيح؟
بدأ الرجل بالشعور بالإحراج.
تابع سقراط : ما زال بإمكانك أن تنجح بالامتحان، فهناك فلتر ثالث،
الفلتر الثالث : فلتر الفائدة :
هل ما ستخبرني به عن طالبي سيفيدني؟
رد الرجل : في الواقع لا.
تابع سقراط : إذًا، إذا كنت ستخبرني بشيء ليس بصحيح، ولا بطيب، ولا ذي فائدة أو قيمة، لماذا تخبرني به من الأصل؟!
فسكت الرجل وشعر بالهزيمة والإهانة !!
لهذا السبب كان سقراط فيلسوفا يقدره الناس ويضعونه في مكانة عالية.
------------------
الحكمة:
العبرة : كم نحن بحاجة اليوم إلى فلتر سقراط، قبل أن نظلم الخلق بأخبار غير صحيحة عنهم، فنؤذيهم بجهالتنا
لا شيء في الطبيعة يعيش لنفسه
النهر لا يشرب ماءه
الأشجار لا تأكل ثمارها
الشمس لا تُشرق لذاتها
الزهرة لا تعبق لنفسِها
" فلنعيش لبعضنا "
هذا هو قانون الطبيعه فكونوا عونا لبعض
ولاتكونوا سببا لتعاسة بعضنا البعض .
حياتنا أخلاق ??