ابني بينقل أسرار البيت... ما العمل؟!?

إنها هى... مشكلة حفظ أسرار البيت، ما تعانيه كثير من الأمهات في مرحلة طفولة أبنائهم ولا تعرف أن الأمر ليس مشكلة في الأساس وليس سلوكًا سيئًا يجب تعديله بل هو خلق جديد وجب علينا تعليمه وهذا فرق كبييييير ?
ولهذا نصيحتي ستكون على ثلاث محاور بإذن الله
(تفهمي... راجعي... دعمي)
لننطلق... بسم الله

١- الخطوة الأولى:(تفهمي ?)
عزيزتي... دعيني أخبرك من البداية أن الأصل في الطفل أن يخبر أسرار بيته للخارج (تيته / جدو/ عمتو/ صاحبه /...) لأنه وببساطة لا يعلم أنها (أسرار)
بل هو لا يعلم أصلًا ما معنى سر ولا يستطيع استيعاب الأمر تمامًا قبل سن السابعة
فهو قد يفهم بعد محاولات عدييييدة أن هذا القلم ليس ملكه فلا يأخذه وهذه الكيك تخص أخته فلابد من استأذنها، سيفهم هذا بعد تدريب كثير ومحاولات عديدة واخفاقات متتالية... ونحن نستمر ونتفهم هذا
وبالرغم من أن حفظ أمانة تلك الأشياء هى أمانة مادية - القلم والكيكة حاجة محسوسة - فمابالك بحفظ الأمانات المعنوية مثل الأسرار
الأمر ليس سهلًا على الطفل أبدًا ولا يستوعبه جيدًا قبل سبع سنوات فتفهمى ذلك واهدئي?

بالطبع نحن لا نطلب منك أن تظلي في هذه المعاناة وتظل أسرار بيتك مستباحًا للجميع حتى يكمل صغيرك السبع سنين الأولى ولكن كل ما في الأمر أن تفهمك للأمر سيجعلك تمشي بخطوات هادئة ورفيقة وهذا أقرب للانجاز والتوفيق بإذن الله.

٢- الخطوة الثانية:- (راجعي نفسك ?)
ألا أخبرك أنا سرًا؟
عزيزتى نحن من نعلم أطفالنا نقل أسرار المنزل للخارج دون أن ندري!!
المشكلة أن أسرار المنزل هى جزء من مفهوم كبير يسمى "الخصوصية"
فإن تعلم الطفل منك معنى الخصوصية فسيتعلم كيف يحافظ على أسرارالبيت كجزء من الخصوصية، ولكن كل ما يحدث داخل البيت هو العكس تمامًا...
ابنك هذا الذي تشتكي منه هو نفسه الذي تستبيحي أغراضه دون استئذان، وتفتحين أدراجه دون استئذان، وتشاركين صوره مع زميلاتك دون استئذان، وتضحكين مع أقاربك على آخر فيديوهاته التي صورتيها له خلسة في المنزل دون استئذان، وتسمحين له بحكاية أسرار وأحداث شاهدها في بيت فلانة دون استئذان و..... و.....
عزيزتي نحن أول من ينتهك الأسرار ثم نشكو من أطفالنا ?
أخبرينى عن الفرق بين طفل يحكى لأمه عن موقف حدث مع زميله فتبادر بقولها(هل استأذنتك صديقك في نقل الحكاية أولًا يا صغيرى؟!)
وطفل آخر تستمع له أمه وتشاركه الضحكات؟
فلماذا إذن تعود لتشتكي أنه نقل حكاية أخرى تخص الأب أو الأم؟!
كلاهما سواء يا عزيزتى... فانتبهي
باختصار علّمي ابنك مفهوم الخصوصية وأن الحديث أمانات من خلال سلوكياتك ومواقفك وهذا سيساعدك على تخطى هذه المشكلة بإذن الله.

الخطوة الثالثة:- (دعمي الخلق ?)
أى نبتة نريد لها أن تنمو وتثمر نتعهدها بالرعاية..
وهذا الخلق الجميل -خلق حفظ الأسرار- نريد له أن ينمو ويزداد حتى يجني صغيرنا ثماره في الدنيا والآخرة بإذن الله ولذلك علينا التدريب والمتابعة
وإليكِ بعض الأفكار:-

١- احكي لصغيرك دائمًا -ويستحسن قبل النوم- قصص عن حفظ الأمانات مستخدمة قصص الحيوانات والأطفال، فبندق لم يخبر صديقه بما حدث داخل البيت بالأمس، وفرفوشة قالت لصديقتها: (لا لا... لا أريد السماع؛ فهذا سر لا يمكنك أخباري به دون اذن صاحبته ?) وهكذا يفهم الطفل المطلوب دون توجيه مباشر.

٢- احكى له قصصًا حقيقية عن حفظ الأسرار ومنها قصة الصحابي أنس بن مالك لما كان صغيرًا وأرسله النبي-صلى الله عليه وسلم- فى حاجة، فسألته أمه عنها
فأجاب: ما كنت لأفشي سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

٣- اسأليه عن رأيه في هذه المواقف وكيف يمكننا أن نطبقها ونصبح مثلهم.

٤- تابعي تصرفات ابنك وراقبيها دون تربص؛ فإن نجح في إحدى المرات في حفظ السر فلابد من الثناء عليه بشدة واخبار الوالد مثلا بأنه صار كبيرًا وتعلم كيف يحفظ السر و....

5- يمكنك استخدام المكافأة في المرات الأولى لنجاح طفلك في هذه المهمة الشاقة حتى يتذوق حلاوة الطاعة ويحبها.

٦- يمكنك أيضًا اختلاق بعض المواقف المصطنعة حتى تشاهدي تصرف صغيرك وردة فعله، دون أن يشعر بالطبع أن الموقف مصطنع؛ فإن نجح طبقي الخطوة (٥،٤)، وإن اخفق فلا تيأسي ولا تعنفي، فالصغير مازال يحتاج لمزيد من التدريب والقصص والمتابعة والتوجيه.... فاستمري ?
.

حفظ الله ابناءنا ورعاهم من كل مكروه وسوء ??
? ?