الله تعالى أكرَمَ الإنسان بنِعَم عظيمة وآلاء عميمة، وفضّله على كثير ممن خلق تفضيلاً، ووهبه على سبيل الامتنان بياناً يمتاز به عن غيره، ويبين به مراده ويحقق غايته {الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان}، وما كان لمثل هذا البيان أن ينبثق من فؤاد الإنسان لولا أن جعل الله له لساناً يحرك به الحروف، وشفتين يُتقن بهما مخارجها {ألم نجعل له عينين، ولساناً وشفتين}، إنه اللسان، جسم لحميّ بين فكيْ الإنسان، يظهر للملأ ما قد زوّره في نفسه من كلام، وتطلعهم على حجم ما يملكه من عقل بقدر ما يملكه من بيان.