قَالَتْ ( صباحُ الخيرِ ) وَ احتَضَنتْ يَدي ..
مِنْ فرطِ مَا جارَ الهُيامُ عليهَا ..
لَمْ استَطِعْ رَدَّاً ، ذُهِلتُ مُتَمتِمَاً ..
وَ شَعرتُ نَبضي ذابَ في كَفّيهَا ..
وَ أنا الجَريءُ وَ قد مَضيتُ مُسَلّمَاً ..
مُسْتَسلِمَاً كُلّي لَها وَ إليهَا ..
كانَ العِناقُ مَعَ الأصابِعِ وَحدَهُ ..
يَكفي لِفضحِ الشوقِ في عَينيهَا ..
نَظَرَاتُها المُتَلألِئاتُ حِكايَةٌ ..
عَذراءُ وَ انكشَفَتْ على جفنيهَا ..
نَظَرَتْ ، وَ ما كانَ ارتِجافُ جَوَانحي ..
إلا ضَيَاعَاً في خطوطِ يَديهَا ..
فاحَ انتِشَاءُ الفُلِّ مِن أنفَاسِهَا ..
وَ احْمَرَّ لونُ الوَردِ في خَدّيهَا ..
كانَ ارتباكُ البوحِ أجملَ مَا بِها ..
عَكَسَ ارتباكَ الخَطوِ في قَدَميهَا ..
دَخَلتْ إلى المَقهى لِتكملَ دَعوَتي ..
مَعَهَا ، فَمالَ الشَعرُ عَنْ كتفَيهَا ..
عِقدٌ تَفرّدَ باللجينِ حَسَدتُهُ ..
كمْ نالَ حينَ تَلَفّتَتْ نَهْدَيهَا ..
نَحرٌ كإبريقٍ تَشَعْشَعَ ف انتَشى ..
مِنهُ العقيقُ مُغازِلاً قرطَيهَا ..
ضَحكتْ ، وَ بانَ اللؤلؤُ المَكنونُ في ..
رَصَعَاتِهَا لِيشعَّ مِن قَمَريهَا ..
رَشَفَتْ على مَهلٍ ، غَفَا فِنجَانُهَا ..
مِنْ خَمرِهَا ، مُذْ نالَ مِنْ شَفَتيهَا ..
قَالتْ : أحبكَ ، هَلْ تُراكَ مُصَدّقي ؟..
وَ أرَى الوجودَ بِلا لِقائكَ تَيهَا ..
أخبرتُها : إنَي المُتَيّمُ قَبلَهَا ..
وَ أكادُ أفرطُ بالجنونِ عَليهَا ..
عَانَقتُهَا ، حَرفينِ قَدْ هَمَستْ مَعي ..
فَوَهبتُ كُلَّ العُمرِ في حَرفيهَا ..
#جعفرالخطاط
مَن مِنّا لم يُذنبْ؟
مَن مِنّا لم يعصِ مولاه؟
كُلُّنا مررنا بمواقفَ وبلحظاتٍ ظهرَ فيها ضعفُنا، ومِلنا إلى هوانا وأطعنا أنفسَنا الأمّارةَ بالسوء، إذ إنّ تلك السَقطاتِ -التي جعلتْ صورتَنا ليستْ كما نُحِب؛ لأنّها ليستْ كما يُحِبُّ الربّ- هي ما يخافُ منها الداعي ويطلبُ أنْ يعصمَه (تعالى) منها، بقوله: (بِعِصْمَتِكَ يا عِصْمَةَ الْخائِفينَ).