ما زالت لحية ابن باديس وكلماته تحكم هذه المدينة حتَّى بعد موته.
ما زال يتأمّلنا في صورته الشهيرة تلك، ملتحيًا وقاره، متّكئًا على يده، يفكِّر في ما أُلنا إليه بعده.
وما زالت صرخته التاريخيّة تلك بعد نصف قرن، النشيد غير الرسميّ الوحيد.. الذي نحفظه جميعًا.
“شعب الجزائر مسلم
وإلى العروبة ينتسبْ
من قال حادَ عن أصله
أو قال مات فقد كذبْ
أو رام إدماجًا له
رام المحال من الطلبْ”
صدقَت نبوءتك لنا يا ابن باديس.. لم نَمُت.
فقط ماتت شهيّتنا للحياة. فماذا نفعل أيّها العالم الفاضل؟
لا أحد توقَّع لنا الموت يأسًا. كيف يموت شعب يتضاعف كلّ عام؟
“يا نشء أنت رجاؤنا
وبك الصباح قد اقتربْ”
ذلك النشء الذي تغنَّيتَ به.. لم يعد يترقّب الصباح، مذ حجز الجالسون فوقنا.. الشمس أيضًا. إنَّه يترقَّب البواخر والطائرات.. ولا يفكّر سوى بالهرب.

" ذاكرة الجسد "
#أحلام_مستغانمي